القرآن والثقوب السوداء



 
 
النجوم هي كائنات مثلها مثل أي مخلوق آخر، لها بداية ثم تتطور ثم تموت، والثقب الأسود يمثل المرحلة الأخيرة. فعندما يكبر حجم النجم لدرجة هائلة تزداد الجاذبية فيه لدرجة أنه ينضغط على نفسه بقوة عظيمة، وتزداد جاذبيته كثيراً، حتى إنه لا يسمح للضوء بمغادرته!

فإذا انجذب هذا الضوء لداخل النجم ولم يصل إلينا منه شيء، أصبح هذا النجم مختفياً لا يُرى. لذلك سماه العلماء بالثقب الأسود. هذا الثقب مثله كمثل أي جزء من أجزاء الكون، إنه يسير ويجري بسرعة كبيرة في هذا الكون. وبسبب حقل الجاذبية العظيم لهذا الثقب فإنه يجذب إليه كل ما يصادفه في طريقه ويبتلع أي شيء يقترب منه حتى الأشعة الضوئية! إنها نجوم تطورت وازداد حجمها ثم انفجرت مشكلة ما يسميه العلماء بالثقوب السوداء. وتتميز بخصائص ثلاثة:

1- شديدة الاختفاء فلا تُرى أبداً، لأنها تجذب الضوء إليها.

2- تجري وتسير بسرعات هائلة تبلغ آلاف الكيلو مترات في الثانية الواحدة.

3- وهي تكنس وتبتلع كل ما تصادفه في طريقها. إنها تعمل كالمكانس الكونية العملاقة.

والعجيب أن القرآن العظيم قد تحدث عن هذه الثقوب السوداء بثلاث كلمات فقط! يقول تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) [التكوير:15-16]. ولو تأملنا هذه الكلمات الإلهية لوجدناها أدق من كلمات العلماء. فهم يسمون هذه النجوم بالثقوب! والثقب يعني الفراغ، وعلى العكس فإن هذه الأجسام ذات أوزان ثقيلة جداً. وهم يسمونها السوداء وهي لا تصدر أي ضوء. إذن التعبير القرآني أدق من الناحية العلمية. فالله تعالى سمّاها (الخُنَّس) أي التي لا تُرى، وسماها (الكُنَّس) فهي تكنس كل جسم يقترب منها بسبب حقل الجاذبية العظيم حولها، والسؤال: أما آن لنا أن ندرك أن القرآن أدق وأعظم من علومنا نحن البشر؟!

ليست هناك تعليقات: