الإعجاز الرقمي ببساطة هو ذلك العلم الذي يبحث في العلاقات الرقمية بين أحرف وكلمات القرآن الكريم بشكل يثبت معجزة القرآن العظيم ، وأنه كتاب الله لكل البشر . هذا من جهة ومن جهة ثانية يهدف هذا العلم الناشئ إلى إيجاد الحقائق الرقمية الثابتة على استحالة الإتيان بمثل هذا القرآن وبشكل لا يترك مجالا للشك أو الارتياب . ونجد مصداق هذا التعريف في كتاب الله تعالى حيث يخاطب كل من يشكّ بصدق الرسالة الإلهية : ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ! فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة : 2/23-24] .
إذا دخلنا إلى مكتبة ضخمة تمتلىء بالكتب وسألنا القائمين عليها : كيف تحافظون على هذا العدد الضخم من الكتب من النقصان أو التغيير أو الضياع ؟ إن الإجابة ستكون طبعاً بواسطة لغة الأرقام .
فقد تم ترقيم هذه الكتب بتسلسل معين بحيث تجري عملية جرد وإحصاء مستمرة لها كل فترة من الزمن من خلال مراجعة أرقام الكتب التسلسلية وحيث نجد خللاً في سلسلة الأرقام فهذا يعني وجود نقص في الكتب داخل المكتبة .
هذا مثال مبسط لتخيل فكرة الإعجاز العددي ، فقد رتب البارئ سبحانه كلمات وحروف وآيات وسور كتابه المجيد وفق تسلسل رقمي دقيق جداً بحيث أنه إذا نقص حرف أو زاد حرف أو تغير موضع كلمة من كلماته ، فإن هذا سيؤدي إلى تغير وخلل في البناء الرقمي القرآني .
وهكذا كتاب الله تبارك وتعالى إذا نقص منه حرف أو زاد لاختل البناء الرقمي لآياته ، ومهمة الإعجاز الرقمي هي تقديم البراهين اليقينية على أن الله قد حفظ كلَّ حرف في كتابه من التحريف أو التبديل أو التغيير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق