إن قمَّة الإعجاز القرآني أنك تجد المعجزة تبقى مختفية فترة طويلة من الزمن ثم تظهر بالتوقيت المناسب . فقبل مئة سنة مثلاً لم نكن نعلم شيئاً عن النظام الرقمي ، لأن التطبيقات العملية لهذا النظام لم تظهر إلا منذ عدة عقود فقط ، ولو ظهرت هذه المعجزة قبل مئة سنة فلا معنى لها .
لذلك وعلى الرغم من آلاف الباحثين في علوم القرآن بقيت هذه المعجزة حتى يومنا هذا لندرك أن الله تعالى الذي خلق السماوات السبع والأراضين السبع وجعل أيام الأسبوع سبعة وجعل الطواف حول بيته العتيق سبعة أشواط هو الذي أنزل القرآن ونظم كلماته وأحرفه بشكلٍ يتناسب مع هذا الرقم .
نظام مذهل
كيف بدأتَ الاهتمام بموضوع الأرقام ودلالاتها في القران الكريم ؟
سؤال طالما فكرت فيه ، كيف يمكن لنا أن نقنع أولئك المشكِّكين بصدق القرآن بلغتهم التي يفهمونها جيداً – الأرقام ؟ خصوصاً وأننا نعيش في عصر لا يعترف بالقيم الروحية فكل شيء بالحسابات والأرقام والماديّات . لذلك فقد وجدت في لغة الأرقام وسيلة فعالة جداً لإثبات أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثل القرآن وهذا ما لا تستطيعه الكلمات .
فمثلاً يمكن لأي ملحد أن يقول لك إنني أستطيع أن أؤلف كلمات تشبه كلمات القرآن ، فكيف نردُّ على أمثال هذا وكيف نقيم الحجة عليه ؟ مهما حاولنا إقناعه بالمنطق والعلم فلن يقتنع ، ولكن عندما يرى النظام المذهل الذي تسير وفقه أحرف وكلمات القرآن سوف يقرُّ – ولو في قرارة نفسه – بأن هذا الكلام ليس بقول بشر وذلك لسبب بسيط وهو أنه عاجز تماماً عن الإتيان بمثل هذا النظام المحُكَم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق